
الخوف من ليلة الزواج، أو كما يمكن أن نسميها الخوف من "ليلة الدخلة" والتي هي أكثر ما يفكر فيه كل شاب وفتاة في مجتمعنا الشرقي، الليلة التي تجمعه بمن يحب على فراش واحد في الحلال.
ورغم هذا الحب، يكون داخل معظم الشباب والشابات مخاوف ورهبات عديدة تتعلق بممارسة العلاقة الحميمة لأول مرة. حيث أشار بعض أطباء علماء النفس واسjشاري الصحة بأن الخوف من ليلة الدخلة سببه مجتمعاتنا الشرقية التي تصور للفتاة بأنها ليلة الألم والنزف أو كما يقال "الليلة التي تثبت فيها الفتاة أنها عذراء وبريئة"، مما يجعل الكثير من الفتيات يتخوفن من هذه الليلة وتشكل مصدر قلق بدلاً من أن تكون ليلة جميلة ورومانسية.
سنبحث في هذا المقال عن طرق من أجل علاج الخوف من ليلة الزواج (ليلة الدخلة).
ما هي أسباب الخوف من ليلة الزواج؟
لكي نعرف أساليب لأجل علاج الخوف من ليلة الزواج أو علاج الخوف من ليلة الدخلة يجب أن نعرف أسباب هذا الخوف بالبداية، ومن هذه الأسباب:
- الثقافة الجنسية المعدومة: مجتمعاتنا وثقافتنا قد تكون متحفظة بعد الشيء في إعطاء بعض المعلومات النظرية عن الثقافة الجنسية. لذلك كثيراً ما نرى تخوف بعض الشباب عامةً والنساء بشكل أكبر من مناقشة المواضيع المتعلقة بالجنس. فالثقافة الجنسية قبل الزواج مهمة جداً فلا مانع (بالنسبة للفتيات) أن تقرأي بعض الحقائق العلمية عن ممارسة العلاقة الحميمة وأن تتعرفي على جهازك التناسلي بطريقة علمية فهذه الأمور تسهل عليك الأمر. لأن الخوف من ليلة الدخلة سببه الأساسي الجهل وعدم المعرفة لما يحدث في هذه الليلة وكذلك لا مانع من الحصول على استشارة طبيبة نسائية متخصصة لتطلعك على بعض الأمور الهامة.
- الخوف من فقدان العذرية (فض غشاء البكارة): من أهم أسباب الخوف من ليلة الزواج هو الخوف من فقدان العذرية. حيث إن غالبية الفتيات يشعرن بالخوف من فض غشاء البكارة أو فقدان العذرية. ويعد هذه الشيء هو العامل الأساسي في الخوف من ليلة الدخلة. حيث تشعر الفتاة بمجتمعاتنا بأن شرفها وشرف أسرتها مرهون بهذا الغشاء وهذه الليلة.
- الألم: الألم في فض غشاء البكارة هو الهاجس الأول في خوف الفتيات من ليلة الزواج الأولى. لأن التشنج والتوتر الذي ينشأ لدى العروس في هذه الليلة ينعكس سلباً على المنطقة المحيطة بالمهبل مسبباً الألم فيها مما يعيق عملية الإيلاج، لذلك يجب التخلص من جميع هذه المخاوف والاسترخاء قدر الإمكان. حيث إن الاسترخاء والمداعبة قبل البداية بالعلاقة الحميمة يجعل الأمر أكثر سهولةً وغير مصحوباً بالألم.
- حدوث نزيف: إن حدوث نزيف في ليلة الدخلة هو أمر غير شائع وليس بالضرورة أن يحدث لدى غالبية النساء. إنما هو أمر يحدث لبعض الفتيات نتيجة أسباب مرضية غير طبيعية وهي التي تؤدي إلى حدوث النزيف، إضافة إلى ضرورة فهم الشباب والفتيات إلى أن فض غشاء البكارة يؤدي إلى تمزق الغشاء جزئياً مع انفجار بعض الشعيرات الدموية التي تؤدي إلى بعض قطرات من الدم. فإذا أضيفت إليه إفرازات المرأة الطبيعية فهو غالياً سوف يشكل بقعة دم بلون وردي خفيف على عكس الخرافات والأقاويل المتناقلة عن كمية كبيرة من الدماء.
- الإشاعات والأساطير حول ليلة الدخلة: الفتيات في ليلة الدخلة يعتقدن بأنه يقع على عاتقهن في ليلة الدخلة تدليل الزوج وإرضائه من حيث إقامة جميع واجباتها تجاه هذه العلاقة والتخوف من إفساد أي تفصيل من تفاصيل هذه الليلة. في حين أن الأمر ليس كذلك بدقة، معظم الشباب في هذه الأيام أكثر ما يهمهم في ليلة الزفاف الأولى هو الشعور بتقبل الزوجة لهم وعدم خوفها، وعدم النفور. يجب معرفة أن هذه الليلة هي ليلة مشتركة بين الطرفين الغاية منها بدء علاقة جنسية زوجية سليمة.
نصائح تساعد على علاج الخوف من ليلة الدخلة
سنقدم هنا العديد من النصائح الأتية من الواقع والمجتمع والتي تساعد الشباب والفتيات في علاج الخوف من ليلة الزواج وعلاج الخوف من ليلة الدخلة.
- الاستعداد الجيد: بشكل عام ومثل أي شيء في حياة الإنسان، الاستعداد الجيد يؤدي إلى نتيجة جيدة. يمكن الاستعداد لممارسة العلاقة الحميمة في ليلة الدخلة من الناحية الصحية. وذلك حسب الخبراء بتناول الغذاء الصحي المثالي وممارسة التمارين الرياضية خلال الفترة التي تسبق ممارسة العلاقة الحميمة للمرة الأولى. حيث أن ذلك يساهم في تحسين قدرة الشخص على القيام بهذه العلاقة، كما أنه يعزز الثقة بالنفس ويهدئ من التوتر.
- الثقافة الجنسية قبل الزواج: إن للثقافة الجنسية قبل الزواج دور مهم في التغلب على الخوف من ليلة الدخلة. حيث يجب أن يكون لدى الطرفين وخاصة النساء ثقافة جنسية وبعض المعلومات العلمية عن العلاقة الحميمة وطبيعة الجسد ومعرفة طريقة الإيلاج والأعضاء التناسلية. فهذه الطريقة يتم التغلب بها على الخوف والتخلص من بعض المفاهيم الخاطئة.
- فض غشاء البكارة ليس مؤلم: هناك قسم من الفتيات يولدن دون وجود غشاء بكارة أو يوجد لديهم غشاء بكارة مطاطي وهذه الشيء يؤدي إلى عدم نزول أي قطرة دم أثناء عملية الإيلاج للمرة الأولى. وإذا كنت من الفتيات التي تمتلك غشاءاً عادياً، فيجب أن تعلمي بأن غشاء البكارة لا يحتوي على نهايات عصبية وبالتالي لن تشعري بالألم وإنما هذا الدم نتيجة تمزق طفيف لبعض الشعيرات الدموية. فلا داعي للقلق.
- الألم عند الممارسة الجنسية يحدث عند البعض: ليس بالضرورة أن تشعري بالألم أثناء ممارسة العلاقة الحميمة. فالبدء بالمداعبة وتبادل القبل أمرا ضرورياً يجب البدء فيه قبل عملية الإيلاج. حيث إن القبل والأحضان تساعد على الحصول على الأثارة الجنسية عالية تسهل من عملية دخول القضيب، بالإضافة إلى بعض المسهلات والمرطبات الخاصة التي تساعدك على تجنب الألم.
- التحدث مع الزوج: لا تتردي نهائياً في الحديث مع زوجك عن طبيعة العلاقة الحميمة وشكلها الذي يشعرك انت وهو بالرضا. يجب أن يتم النقاش بين الزوج والزوجة عن العلاقة الجنسية قبل البدء بالممارسة وذلك للحصول على أفضل نتيجة. كذلك يقع الحمل الأكبر على الزوج في أن يكون رومانسي ويقدم للزوجة جميع أنواع الدعم وخصوصاً في أول ليلة. لا تقلقلي سيدتي، فغالبية الرجال لا يخافون من العلاقة الحميمة ويحرصون ألا يؤلموا زوجاتهم حتى لا يكون لدى زوجاتهم شعوراً وذكرى سيئة عن هذه الليلة.
- التخلص من الضغوط والقلق: الضغط والتوتر هو شعور طبيعي لأنها ليلة العمر كما أن الإرهاق البدني أمر طبيعي أيضاّ. وذلك لأنها تأتي بعد ليلة شاقة من التحضير والتجهيز للعرس والحفلة وما إلى ذلك من أمور أخرى. فلا داعي للإصرار على القيام بالعلاقة الجنسية في هذه الليلة الطويلة والمرهقة.
- الثقة بالنفس: غالبية الفتيات يشعرن بالخجل من أجسادهم وشكل الجسم أمام الزوج، وهذا الخوف يجعل الفتاة تفقد الاستمتاع بالعلاقة الحميمة. لهذا كوني سيدتي واثقة بنفسك وبجسدك، فهذه الثقة تنعكس عليك وعلى زوجك.
- التخلي عن التوقعات: بالنسبة للفتيات، فالنصيحة أن تتعامل كل فتاة مع هذه الليلة بأنها التجربة الخاصة بها لوحدها ولا تقارن هذه الليلة بليلة صديقتها أو علاقة امرأة أخرى مع زوجها. فلا ترهقي نفسك ولا ترهقي زوجك من الليلة الأولى وتتوقعي الأفضل والأجمل في هذه الليلة فقط، دعي الأمور تأتي بالتدريج وبشكلها الطبيعي السلس.
- ارتداء الملابس المريحة: منذ عدة سنوات، تجري عادات عديدة وهي أن العروس في ليلة دخلتها عليها أن ترتدي الأبيض. لا تتقيدي سيدتي بهذه الأساطير وارتدي ما يريحك ويجعلك أكثر حيوية وجمالاً وإشراقاً وابتعدي عما يقلق راحتك ويقيدك.
بالنهاية يبقى موضوع الخوف من ليلة الزواج، أو كما يمكن أن نسميها الخوف من "ليلة الدخلة" يعود إلى ثقافة الزوجين والعادات الاجتماعية المختلفة من مكان لآخر.