لقد حث الإسلام على الزواج بل والإسراع في إتمام الزواج عند وجود القدرة على ذلك، نظرًا لما فيه عفاف وحفظ للنفس، وقد حدد الإسلام عدد من الضوابط الخاصة بليلة الدخلة، حيث أحل كل شيء للرجل والمرأة من ناحية الاستمتاع ببعضهما البعض، إلا أن يأتي الرجل امرأته من الدبر، كما هناك عدد من الضوابط الأخرى التي نهى الإسلام عنها وحرمها أثناء ممارسة العلاقة الحميمة والتي سنتعرف عليها بالتفصيل.
الزواج في الإسلام
اهتم الإسلام بمسألة الزواج وبيان مختلف النقاط حولها، حيث أن هناك العديد من آيات القرآن الكريم التي تبين طريقة وقواعد التعامل بين الزوجين، وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة على اتباع قواعد معينة تساعد في استقرار الحياة الزوجية وزيادة الألفة والمودة بينهما، من بينها الطاعة وحسن المعاشرة والتعامل بالمعروف والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يؤذي الطرف الآخر.
خطوات ما قبل الجماع ليلة الدخلة في الإسلام
بعد أن يعود الزوجين إلى منزلهم لأول مرة بعد الزفاف، يوصي بأن يقوموا بخطوات معينة قبل الشروع في بدء ليلتهم المميزة، وهذه الخطوات تتمثل في الصلاة والدعاء، والدعاء سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أن الصلاة كانت فعل يقوم به الصحابة والتابعين في ليلة الدخلة، ولم يثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعله، إلا أن بدء هذا اليوم بالصلاة والدعاء لهو من البدايات الجيدة لا شك للحياة الزوجية.
- الصلاة: يقوم الرجل والمرأة بالوضوء ومن ثم يكون الرجل إمام لزوجته ويصلي بها ركعتين بالطريقة العادية، ويكون النية هو بدء حياة جديدة صالحة بإذن الله سبحانه وتعالى، والصلاة تهدئ النفس وتخفف من التوتر وهذا مهم جدًا للعروسين.
- الدعاء: بعد الانتهاء من الصلاة يجب أن يضع الرجل يده على رأس زوجته ويردد الدعاء الذي أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال:" إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادمًا فليقل اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلتها عليه وإذا اشترى بعيرًا فليأخذ بذروة سنامه وليقل مثل ذلك".
خطوات الجماع ليلة الدخلة في الإسلام
- الحديث مع الزوجة: لا يجب على الزوج في الإسلام أن يبدأ الجماع على الفور دون تهيئة واستعداد، لذا يجب على الزوج دائمًا أن يبدأ بالحديث مع زوجته، ويتجاذبا أطراف الحديث في أمور الزفاف والليلة الجميلة التي استمتعوا بها، ثم يبدأ الزوج في الحديث إلى زوجته بكلام جميل، ويعبر عن حبه لها وسعادته بوجودها معه تحت سقف واحد، كل هذا الكلام من شأنه أن يذيب قلب الزوجة ويخفف من أي توتر قد تشعر به.
- المداعبة والمباشرة: مرحلة المداعبة والمباشرة هي المرحلة التي تسبق الإيلاج، وهي مرحلة مهمة جدًا لا يجب أبدًا أن يتم تجاهلها أو التقليل من شأنها، ويقوم فيها الزوج والزوجة باستثارة كلًا منهما للآخر، وهذه الاستثارة مهمة لكي ينتصب القضيب ومن ناحية أخرى يساعد في استثارة المرأة وإفراز المهبل للمادة اللزجة التي تسهل إيلاج القضيب فيه دون ألم.
وتكون مرحلة المداعبة والمباشرة في العديد من الصور وهي:
- اللمس: حيث يلمس كلا الزوجين بعضهم البعض، ويتحسس الزوج شعر زوجته ووجهها، وكذلك المرأة تتحسس شعر زوجها ووجهه، ويتحسس كلًا منها جسد الآخر.
- التقبيل: من أهم المداعبات ليلة الدخلة هو التقبيل، فالقبلات تثير الرجال والنساء على حد السواء، والتقبيل لا يكون في الفم فقط، بل يجب أن يكون تقبيل لكامل الوجه والجسد، كالأذن والرقبة والأنف والعين والصدر وغيرهم.
- مداعبة الأعضاء: وهي من أهم مراحل المداعبة، حيث يقوم فيها الرجل بمداعبة أعضاء زوجته الحساسة كالثدي، من خلال تقبيله ومداعبته باللسان لاسيما الحلمات التي تحتوي على الكثير من النهايات العصبية التي تثير المرأة، وكذلك المهبل، أما المرأة يجب أن تداعب أعضاء زوجها كالقضيب الذي يعد من أكثر أماكن الإثارة عند الزوج، فتقوم الزوجة بمسك القضيب بيديها والصعود والنزول بيدها عليه.
- المباشرة: من الخطوات الهامة أيضًا في مرحلة المداعبة هي المباشرة، والمتمثلة في إلصاق جسمك بجسم زوجتك وأنتم عاريين تمامًا بحيث يشعر كل عضو بالعضو المقابل له في جسد الآخر، مع التقبيل والعناق.
- الإيلاج: هذه هي المرحلة الأخيرة في الجماع، والتي يقوم فيها الزوج بإدخال قضيبه في مهبل زوجته، ويصل فيها للنشوة التي تمكنه من القذف، في هذه الخطوة يجب أن تقوم باتباع وضعية جماع من الوضعيات المناسبة لليلة الدخلة، والتي على رأسها الوضع التقليدي، بحيث تستلقي زوجتك على ظهرها وتثني ركبتيها وتفتحهم، وتقوم أنت بالتمدد فوقها مع الاستناد على يديك لكي لا تكون حملًا ثقيلًا على جسدها، وتقوم بإدخال قضيبك برفق في مهبل زوجتك، ومن ثم تحركه للداخل والخارج حتى تصل للنشوة وتقذف، ويمكنك القذف في الداخل أو في الخارج كما تريد، ويفضل قبل الإيلاج أن تستخدم مزلق حميمي، وهو عبارة عن كريم لزج تقوم بوضعه على القضيب وحول المهبل لكي يسهل دخول القضيب لاسيما في مرات الجماع الأولى.
آداب الجماع ليلة الدخلة في الإسلام
- مسألة التعري: يكون التعري في البداية أمر محرج لكلا الزوجين، لذا لا يجب أن يجبر أحدهما الآخر على القيام بهذا، وإذا كانت الزوجة تشعر بالخجل من التعري التام يوم الدخلة، فبإمكانها التعري الجزئي حتى تعتاد على الأمر، فمن آداب الإسلام أن يحترم كلا الزوجين شعور بعضهما البعض، إلا أن التعري التام حلال تمامًا بين الزوجين.
- مسألة فض البكارة: اهتم الإسلام بمسألة اتباع الآداب في فض غشاء البكارة، وأكد على ضرورة فضها بطريقة لائقة عن طريق الجماع كما سبق التطرق له، بل وحرم الإسلام أن يتم فض غشاء البكارة بطرق أخرى غير الجماع، كأن يقوم الرجل بفض الغشاء بإصبعه، أو من خلال جعل أحد النساء تقوم بفض الغشاء للعروس، وهذا معروف أنه يحدث حتى الآن في الأماكن الشعبية جدًا.
- مسألة الاغتسال معًا: يجوز للرجل والمرأة الاغتسال معًا في الإسلام، وأن يرا كلًا منهما أعضاء الآخر أثناء ذلك وينظر لها، وقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها أنها كانت تغتسل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جنب في إناء واحد، حتى أن أيديهم تجتمع في نفس الإناء، فيسبقها الرسول صلى الله عليه وسلم للماء أولًا فتقول له: دع لي، دع لي.
- مسألة التحدث عن الماضي: من غير اللائق التحدث عن أمور الماضي في ليلة الدخلة، فالواجب في هذه الليلة وفي الزواج عمومًا هو الستر، لذا لا يجب التحدث عن أخطاء وعلاقات الماضي، حتى لو سأل أحد الأطراف الآخر، فلا ينبغي لمن أمامه أن يجيب على هذا السؤال.
محرمات في الإسلام لا يجب القيام بها ليلة الدخلة
راعى الإسلام العديد من الآداب التي يجب أن تحدث في ليلة الدخلة، وفي المقابل وضع بعض المحرمات التي نهى تمامًا عن القيام بها في الجماع وهي:
- العنف: حرم الإسلام أن يعامل الرجل امرأته بالعنف في العلاقة الحميمة أو في الحياة عمومًا، وأكد أن العنف في الجماع الذي يلحق الضرر بالزوجة محرم، وأنه يجب أن يتم تعامل الزوج مع الزوجة برفق ولين، وألا يقوم بأذيتها جسديًا.
- الإهانة: حرم الإسلام الإهانة في الجماع، كأن يقوم الرجل بسب زوجته أو قول الكلام البذيء لها، لما في ذلك إهانة لها ولكرامتها، وأكد على ضرورة التعامل بأدب ورقي، كما حرم أن يعامل الرجل زوجته في الجماع مثل البهيمة وألا يهتم لمشاعرها ورغباتها.
- تخويف المرأة: تخويف المرأة وإرهابها أيضًا من المحرمات التي نهى عنها الإسلام في الجماع، بل حرص الإسلام أن يكون الجماع برضا الطرفين واستعدادهم النفسي والجسدي لذلك، ونهى عن أن يتم إرهاب المرأة للقيام بالجماع، لما فيه من أثر نفسي سلبي سيحدث لها دائمًا فيما بعد في كل مرة تحدث فيها العلاقة الجنسية بينها وبين زوجها.
- الإتيان من الدبر: حلل الإسلام الاستمتاع بأي جزء في جسم المرأة والجماع والمداعبة بكل الطرق، لكنه حرم أن يتم إيلاج القضيب في الدبر، وهذا محرم تحريم غليظ ومرتكبه يعد مرتكبًا لكبيرة من الكبائر، ولا يجب أن تطيع الزوجة الزوج في هذا أبدًا، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
- فض الغشاء بالإصبع: حرم الإسلام على الرجل فض غشاء البكارة ليلة الدخلة لزوجته باستخدام إصبعه، لما في هذا إيذاء نفسي للزوجة وإهانة لها، ويلزم الإسلام الزوج الذي يقوم بهذا بدفع مبلغ من المال كتعويض للزوجة عما سببه لها إذا رفعت الأمر للقضاء، ويجب على الزوج ألا يبدأ هذا اليوم بفعل محرم مثل هذا، وأن يقوم بفض غشاء البكارة بالطريقة الصحيحة، وهي طريقة إيلاج القضيب في المهبل، فحتى لم لو تقم الزوجة برفع دعوى على الزوج الذي يقوم بفض غشائها بإصبعه، فإنه سيتولد لديها حاجز نفسي كبير تجاهه، وسيؤثر هذا على علاقتهم الحميمة كل مرة بعد ذلك.
الآن عرفنا قواعد وآداب ليلة الدخلة للمتزوجين في الإسلام، وما هي الأشياء التي سمح بها الإسلام والأشياء التي حرمها في الجماع، وما هي طريقة الجماع الصحيحة التي يجب اتباعها، والخطوات التي يجب القيام بها قبل الجماع.
إذا شعرت بالاستفادة من هذا المقال، فلا تتردد في مشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي لكي تعم الفائدة ويستفيد غيرك بهذه المعلومات، ويمكنك أيضًا أن تقوم بإرسال المقال إلى أصدقائك في الرسائل لكي يستفيدوا كما استفدت.